للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسطو على الأسماك (١) يوماً كلما ... أذكى له حر الماعة نارا

والوز كم قد هاجنا بنغيمه ... ليلاً وكم قد شاقنا أسحارا

فإذا بدا ضوء الصباح ثنى له ... عطفاً وصفق بالجناح وطارا

وترى اللغالغ تستبيك بأعين ... خزرية صفر الجفون صغرا

فكأن ورساً ذيب في أجفانها ... فحكى النضار وحير النظارا

وترى الأنيسات الأوانس تنقضي ... بين الرياض كأنهن عذارى

يسلبن أرباب العقول عقولهم ... ويرغن منه حيلة ونفارا

وترى الحبارج (٢) كالقطا أرياشها ... أو كالرياض تفتحت أزهارا

هجرت منازلها على برح الظما ... واستبدلت دوية وقفارا

والنسر سلطان لها لكنه ... لم يلقها (٣) لدمائها مهدارا

قد شاب منه رأسه من طول ما ... كرت عليه عصوره الأدورا

أرخى جناحيه عليه كجوشن ... لو كان يمنع دونه الأقدارا

وإذا العقاب سطا وصال بكفه ... عاينت منه كاسراً جبارا

يعطي ومينع غيرة وتكرماً ... ويبيح ممنوعاً ويمنع جارا

وترى الكراكي كالرماد وربما ... قرقت فأذكت في القلوب النارا

قد سطرت في الجو منها أسطر ... وطوت سجل سخائها أسفارا

فإذا انصرعن فلاتكن ذا غفلة ... عن أن تنقط (٤) حليهن مرارا

وبدت غرانيق لهن ذوائب ... لولا البياض لخلتهن عذاري

حمر العيون تدير من أحداقها ... فينا كؤوساً (٥) قد ملين عقارا


(١) ص: الأسمال.
(٢) الحبرج: نوع من الحبارى، وقال ابن البيطار (٢: ٥) : طائر معروف بالديار المثرية مشهور بها.
(٣) ص: يلفها.
(٤) ص: تنفط.
(٥) ص: كؤوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>