للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصوغ (١) في أفق السماء محلق (٢) ... مثل الغمام إذا استقل وسارا

ذو مغرز ذرب (٣) فلو يسطو (٤) به ... فضح السنان وأخجل البتارا

ومرازم بيض وحمر ريشها ... كالورد بين الياسمين نثارا

خفقت بأجنحة على محمره ... كمراوح أضرمن منه جمارا

وعجبت كيف صبت إلى صلبانها ... تلك الرماة وما هم بنصارى

وشبيطر (٥) ما إن يحل له دم ... مهما علا شجراً (٦) وحل جدارا

الشرط فيه إلفه لمنازل ... فاصبر له حتى يفارق دارا

وكأنما العناز (٧) لما أن بدا ... لبس السواد على البياض غيارا

وكأنه قد ضاق عنه مزرراً ... فوق القميص فحلل الأزرارا

هل عب في صرف العقار بمغرز ... أم كان خاض من الرماء بحارا

خذ مالكي وصف الجليل منقحاً ... يا سعد واقض برمها الوطارا

واستغنم اللذات في زمن الصبا ... لا زال كفك للندى مدرارا وقال أيضاً:

لو بلغ الشوق هذا البارق الساري ... أو بعض وجدي الذي أخفي وتذكاري

ما بت أرعى الدجى شوقاً إلى قمر ... ولا معنى بطيف طارق طاري

جيراننا كنتم بالرقمتين فمذ ... بعدتم صار دمعي بعدكم جاري

فكم أواري غراماً من جوى وأسى ... زناده تحت أثناء الحشا واري


(١) كذا ولعل صوابه ((صرغ)) وهو فيما يبدو معرب جرغ: طائر من أنواع البازي.
(٢) ص: مخلق.
(٣) ص: درب.
(٤) ص: تسطو.
(٥) الشبيطر: مالك الحزين (دوزي) .
(٦) ص: شجر.
(٧) العناز: من الواضح أنه نوع من الطيور، ولم أجد له وصفاً أو تعريفاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>