في فتية هم أباحوا قتلها بيد ... لكاعب معصر أو رجل عصار
على اصطخاب المثاني كان سفكهم ... دماءها بين عيدان وأوتار
ثارت لتقتص من قوم فما برحت ... في حث كاس على الوتار والثار
فالقوم من بعض قتلاها وما ظلمت ... وإنما أخذت منهم بأوتار
فاخلع عذارك والبس من أشعتها ... ولا تكونن من كاس لها عار
ولا تطع أمر لاح في هوى رشأ ... وكاس راح فما اللاحي بأمار وقال رحمه الله تعالى:
تذكر ربعاً بالشآم ومربعا ... وملهى لأيام الشباب ومرتعا
فعاوده داء من الشوق مؤلم ... أصاب حرارات القلوب فأوجعا
على حين شطت بالفريق ركائب ... وأسرى بها الحادي الطروب فأسرعا
وأتبعهم قلباً مطيعاً على الغضا ... وخليت لي جفناً على السفح أطوعا
وساروا يؤمون الكثيب وخلفوا ال ... كئيب المعنى في الديار مضيعا
يكابد حر الشوق بعد رحيلهم ... وفرط التشكي والحنين الموجعا (١)
وأوجع من هذا وذلك كله ... شباب أراه كل يوم مودعا
تولى وأبقى في الجوانح حرقة ... وأودع قلبي حسرة حين ودعا
وعاجلني صبح من الشيب قبل أن ... أهوم في ليل الشباب وأهجعا
وحجب عني الغانيات كأنه ... بياض على العينين والفود أجمعا
فيا ربة الخلخال والخال حفضي ... على مغرم لولا النوى ما تضعضعا
ولا تذكريني الواديين ولا تري ... لعيني أطلال الديار فتدمعا
فلولاك ما حن المشوق إلى الحمى ... ولا شام برق الشام من سفح لعلعا
ولا راح يستسقي سقيط دموعه ... لسقط بنعمان الأراك وأجرعا
ومما شجاني في الصباح حمامة ... تحرك بالشجو الأراك المفرعا
(١) لعل الصواب: ((المرجعا)) .