للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان نادر في أبناء جنسه: في الشكل المليح ولعب الرمح، والفروسية والذكاء ولعب الشطرنج والنرد، ونظم الشعر الجيد، لا سيما في المقطعات فإنه يجيدها، وله القصائد المطولة، ويعرف فقه على مذهب الشافعي، ويعف أصولاً، ويبحث جيداً، ولكنه سال ذهنه لما اجتمع بالشيخ تقي الدين ابن تيمية، ومال إلى رأيه، ثم تراجع عن ذلك إلا بقايا، وكان حسن العشرة لطيف الأخلاقي فيه سماحة.

ومن شعره:

سبّح فقد لاح برق الثغر بالبرد ... واستسق كأس الطلا من كفّ ذي ميد

مستعرب اللّفظ للأتراك نسبته ... له على كلّ صبٍّ صولة الأسد

يا عاذلي خلّني فالحسن قلّده ... عقداً من الدر لا حبلاً من المسد

ويلٌ لمن لامني فيه ومقلته ... نفاثة النّبل لا نفاثة العقد وله أيضاً:

خودٌ زها فوق المراشف خالها ... لئن فتنت به فلست ألام

فكأنّ مبسمها وأسود خالها ... مسكٌ على كأس الرحيق ختام وله أيضاً:

وبارد الثغر حلو ... بمرشف فيه حوّه

وخصره في انتحالٍ ... يبدي من الضعف قوه وله أيضاً:

ردفه زاد في الثّقالة حتى ... أقعد الخصر والقوام السويّا

نهض الخصر والقوام وقاما ... وضعيفان يغلبان قويّا وله أيضاً:

تخاطبني خود فأبدى تصامماً ... فتكثر تكرار الخطاب وتجهر

<<  <  ج: ص:  >  >>