لا تضجرنكم كتبي وإن كثرت ... فإن شوقي أضعاف الذي فيها
والله لو ملكت كفّي مسالمة ... من اللّيالي التي حظّي يحاكيها
لما تصرّم لي في غير داركم ... عمرٌ ولا متّ إلاّ في نواحيها فأجابه الأمجد:
إنا لتتحفنا بالأُنس كتبكم ... وإن بعدتم فإن الشوق يدنيها
وكيف نضجر منها وهي مذهبة ... من وحشة البين لوعاٍ نعانيها
فإن وصفتم لنا فيها اشتياقكم ... فعندنا منكم أضعاف ما فيها
سلو نسيم الصبا يهدي تحيتنا ... إليكم فهو يدري كيف يهديها ومن شعره:
طوبى لقيّمنا أحنى على قمرٍ ... يجلو براحته عن وجهه الكلفا
أو درة كمنت في خدرها فغدا ... يفض باللطف عن أنوارها الصّدفا وأورد له القوصي في معجمه:
أمّا هواك وإن تقادم عهده ... فشفيع وجهك ما يزال يجدّه
لا تحسبنّ على التقاطع والنّوى ... ينساك مشتاقٌ تعاظم وجده
يهواك ما هبّ النسيم وحبّذا ... نفح النسيم الحاجريّ وبرده
ما كان يكلف بالرياح صبابةً ... لولا تجنّيه ولولا بعده
تسري إليه بنفحةٍ من عقده ... إنّ المنى يما تضمن عقده
ماذا الملام مع الغرام وفي الحشا ... منه لهيب هوىً تضرم وقده؟
أيروم عاذله المضلّل ردّه ... عن رأيه؟ هيهات خيّب قصده
ماذا عليه إذا تضاعف ما به ... حتى يعود وقد تناهى حده
إنّ الهوى طمع يولد داءه ... أملٌ يقوّيه الهوى ويمده
فلكم تملك رقّ حر عنوة ... أمسى وأصبح وهو فيه عبده
وبأيمن الوادي غزال أراكةٍ ... أصبو إليه وإن تزايد صده