يختال والأغصان تعطفها الصبا ... فيغار منه إذا تمايل قدّه
والأقحوان إذا تبسّم ثغره ... والورد مطلول الجوانب خدّه
قد كان شوّفني الوصال وليته ... من بعد مطل أن ينجّز وعده وله أيضاً:
قولوا لجيران العقيق والنّقا ... حتّام تهدون إلينا القلقا
يا ساكني قلبي عسى مبشرٌ ... يخبرني متى يكون الملتقى
ما لبقائي بعد بعدي عنكم ... معنىً، فإن لقيتكم طاب البقا
أشقاني الدّهر فإن أسعدني ... بجمع شملي بكم زال الشقا
أهواكم أتّقي، وقلّما ... يجمع ما بين الغرام والتّقى
حبكم سفينة ركبتها ... مأمونة فكيف أخشى الغرقا
حاشا لمن أصبح يرجو الوصل أن ... يمسي بنار هجركم محترقا وله أيضاً:
يميناً لقد بالغت يا خلّ في العذل ... وما هكذا فعل الأخلاء بالخلّ
إذا أنت لم تسعد خليلك في الهوى ... فذره لقد أمسى عن العذل في شغل
ولا تحسبنّ اللوم يذهب وجده ... فلومك بالمحبوب يغري ولا يسلي
وما كنت ممن يذهب الوجد حزمه ... لعمرك لولا أسه الأعين النجل ٨٤ (١)
بهلول المجنون
بهلول بن عمرو، أبو وهيب الصيرفي المجنون، من أهل الكوفة؛ حدث
(١) له ترجمة في الوافي للصفدي.