للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خندقها وجدد جامعها، وأنشأ الميدان الأخضر شمالي حلب مسطبة كبيرة مرخمة، وأنشأ الجسر للقلعة، وبنى في أيامه ما لم يبن في أيام غيره.

وكانت العساكر بالديار المصرية في أيام غيره عشرة آلاف فارس فضاعفها أربعة أضعاف، وكانوا الملوك قبله مقتصدين في النفقات والعدد، وعسكره بالضد من ذلك، وكانت كلف المطبخ الصالحي النجمي ألف رطل لحم بالمصري كل يوم فضاعفها عشر مرات، فكانت في الأيام الظاهرية كل يوم عشرة آلاف رطل، وتوابلها عشرون ألف درهم، ويصرف من خزانة الكسوة كل يوم عشرون ألف درهم، ويصرف في ثمن القرط (١) لدوابه ودواب من يلوذ به كل سنة ثمانمائة ألف درهم، ويقوم بكلف الخيل والجمال والبغال والحمير كل يوم خمس عشر ألف عليقة عنها ستمائة إردب، ويصرف للمخابز للجرايات خلا ما يصرف لأرباب الرواتب لمصر خاصة كل شهر عشرون ألف إردب.

وكان رحمه الله تعالى قد منع الخمر والحشيش وجعل الحد على ذلك السيف، فأمسك ابن الكازروني وهو سكران، فصلب وفي حلقه جرة خمر، فقال الحكيم شمس الدين ابن دانيال رحمه الله:

لقد كان حدّ السكر من قبل صلبه ... خفيف الأذى إذ كان في شرعنا جلدا

فلما بدا المصلوب قلت لصاحبي: ... ألا تب فإن الحد قد جاوز الحدا وقال القاضي ناصر الدين ابن المنير:

ليس لإبليس عندنا طمعٌ ... غير بلاد الأمير مأواه

منعته الخمر والحشيش معاً ... أحرمته ماءه ومرعاه وقال ناصر الدين ابن النقيب الفقيسي:

منع الظاهر الحشيش مع الخم ... ر فولّى إبليس من مصر يسعى


(١) القرط: البرسيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>