للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال مالي وللمقام بأرضٍ ... لم أمتّع فيها بماء ومرعى وقال الحكيم شمس الدين ابن دانيال:

نهى السلطان عن شرب الحميّا ... وصيّر حدّها حدّ اليماني

فما جسرت ملوك الجن خوفاً ... لأجل الخمر تدخل في القناني وقال آخر:

الخمر يا إبليس إن لم تقم ... وتوسع الحيلة في ردها

لا نفقت سوق المعاصي ولا ... أفلحت يا إبليس من بعدها ولما أراد الظاهر أن يقرر القطيعة (١) على البساتين بدمشق واحتاط عليها وعلى الأملاك والقرى وهو نازل على الشقيف قال له القاضي شمس الدين ابن عطا الحنفي: هذا ما يحل ولا يجوز لأحد أن يتحدث فيه، وقام مغضباً وتوقف الحال، وصقعت (٢) البساتين تلك السنة وعدمت الثمار جملة كافية، فقال في ذلك مجد الدين ابن سحنون خطيب النيرب رحمه الله:

واهاً لأعطاف الغصون وما الذي صنعته أيدي البرد في أثوابها

صبغت خمائلها الصّبا وكأنها قد ألبست أسفاً على أربابها

وقال نور الدين ابن مصعب:

لهفي على حلل الغصون تبدلت من بعد خضرة لونها بسواد

وأظنّها حزنت لفرقة أهلها فلذاك قد لبست ثياب حداد

وظن الناس أن السلطان يرحمهم لذلك، فلما أراد التوجه إلى مصر أحضر العلماء، وأخرج فتاوى الحنفية باستحقاقها، بحكم أن دمشق فتحها عمر بن


(١) القطيعة: الضريبة.
(٢) صقعت: أصيبت بالصقيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>