ولم يكن عنده دهاء ولا له باطن، ولا يحتمل شيئاً ولا يصبر على أذى، ولم يكن عنده مداراة للأمراء ولا يرفع بهم راساً، وكان الناس في أيامه آمنين على أموالهم ووظائفهم (١) ، وكان في كل سنة يتوجه إلى الصيد بالعسكر إلى نواحي الفرات، وعدى بعض السفرات الفرات وأقام في ذلك البر خمسة أيام يتصيد، وكان الناس يجفلون قدامه إلى بلاد توريز والسلطانية، وكان ما قصده غير الحق والعمل به ونصرة الشرع. خلا أنه كان به سوداء يتخيل بها الأمر فاسداً ويبني عليه، فهلك بذلك أناس، ولا يقدر أحد من مهابته يوضح له الصواب، ولا يقول له الحق فيما يفعله، وكان إذا غضب لا سبيل له إلى الرضى ولا العفو، وإذا بطش بطش بطش الجبارين، ويكون الذنب يسيراً فلا يزال يكبره ويزيده ويوسعه إلى أن يخرج فيه عن الحد.
وكان الشيخ حسن ابن دمرتاش قد أهمه أمره وخافه، فيقال إنه تمم عليه عند السلطان وقال له إنه قصد الحضور إلى عندي والمخامرة عليك، فتنكر السلطان، وكان في ذلك الأيام قد عزم السلطان على أن يجهز الأمير بشتاك ويلبغا اليحياوي وعشرين أمير من الخاصكية ليحضروا عرس أولاده، ويجهز معهم بنات السلطان، فبعث يقول: يا خوند، إيش الفايدة في حضور هؤلاء الأمراء الكبار إلى دمشق، والبلاد الساحلية في هذا العام ممحلة، ويحتاج العسكر إلى كلفة كثيرة، أنا أحضر بأولادي إلى الباب ويكون الدخول هناك، فجهز إليه السلطان طاجار الدوادار وقال له: السلطان يسلم عليك ويقول لك: إنه ما بقى يطلبك إلى مصر، ولا يجهز إليك أمير كبير حتى لا تتوهم، فقال تنكز: أنا أتوجه بأولادي إليه، فقال طاجار: لو وصلت إلى بلبيس ردك، وأنا أكفيك هذا المهم، وبعد ثمانية أيام أكون عندك بتقليد جديد وإنعام جديد، فلبثه بهذا الكلام، ولو كان