للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسبحان مزيل النعم الذي لا يزول ملكه ولا يتغير عزه ولا تطرأ عليه الحوادث! واحتيط على حواصله، وأودع طغاي وجنغاي (١) مملوكاه في القلعة، وبعد مدة يسيرة حضر الأمير سيف بشتاك وطاجار الدوادار والحاج أرقطاي وتتمة عشرة أمرا، ونزلوا القصر الأبلق، وحال وصولهم حلفوا الأمراء، وشرعوا في عرض حواصله، وأخرجوا ذخايره وودايعه، وتوجه بشتاك إلى مصر ومعه من ماله ثلثمائة ألف وستة وثلاثون ألف دينا مصرية، وألف ألف وخمسمائة ألف درهم، وجواهر وبلخش، وأقطاع مثمنة، ولولو غريب الحب. وطرز زركش، وكلوتات (٢) زركش، وحوايص ذهب، بحامات (٣) مرصعة، وأطلس وغيره من القماش ما كان جملته ثمانمائة حمل، وأقام بعده برسبغا، وتوجه في أثره بعد ما استخلص من الناس ومن بقايا أموال تنكز، ومعه أربعون ألف دينار وألف ألف ومائة ألف درهم، وأخذ مماليكه وجواريه وخيله المثمنة إلى مصر، وأما هو فإنه جهز إلى اسكندرية وحبس بها مدة دون الشهر، ثم قضى الله تعالى فيه أمره. يقال: إن المقدم ابن صابر توجه إليه، وكان ذلك آخر العهد به، ومات وصلى عليه أهل اسكندرية:

فكأنّه برقٌ تألّق بالحمى ... ثمّ انثنى فكأنه لم يلمع ثم ورد مرسوم السلطان بتقويم أملاكه، فعمل ذلك بالعدول وأرباب الخبرة، وحضرت محاضر (٤) إلى ديوان الإنشاء لتجهز إلى الأبواب السلطانية.

قال الشيخ صلاح الدين الصفدي (٥) : فنقلت منها ما صورته: دار الذهب بمجموعها وإسطبلاتها ستمائة ألف درهم، دار الزمرد مائتا ألف درهم، دار


(١) ص: وجنغاي.
(٢) الكلوتة: غطاء للرأس يلبس وحده أو بعمامة (ملحق دوزي) .
(٣) كذا في ص؛ وفي المطبوعة ولجامات.
(٤) ص: محاظر.
(٥) نقل صاحب النجوم الزاهرة هذا النص أيضاً (٩: ١٥٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>