بات نضواً وبت أبكي عليه ... إن همي بهمه مقرون
كيف يلتذ عيشه آدمي ... بين رجليه صاحب محزون
دب فيه البلى فماتت قواه ... وهو حي لم تخترمه المنون
أيها الأير لم تخني ولكن ... غالني فيك ريب دهرٍ خؤون
طالما قمت كالمنارة تهتز ... اهتزازاً تسمو إليه العيون
رب يومٍ رفعت فيه قميصي ... فكأني في مشيتي مجنون
سلبتك الأيام لذة عيشٍ ... يقصر الوصف دونها والظنون
كانت الحادثات تنكل منه ... وخطوب الزمان فيها تهون
فتخليت من مجون التصابي ... وتخلى منك الصبا والمجون
أين إقدامك الشديد إذا ما ... شمرت بالكماة حرب زبون
فقت أبطالها طعناً وضرباً ... ولكل الأشياء فوق ودون
كم صدوق اللقاء دارت عليه ... في غمار الوغى رحاك الطحون
وحصون لما وردت عليها ... أيقنت بالبلاء تلك الحصون
وصريع أبحت منه مكاناً ... كان يحميه مرةً ويصون
وشديد المراس أنفذت فيه ... طعنةً يستلذها المطعون
تركته بعد المخافة منها ... وهو صب بحسنها مفتون
فحنى قوسك الزمان وأفنت ... ك خطوب تفنى عليها القرون
لم يدع منك حادث الدهر إلا ... جلدةً كالرشاء فيها غصون
يتثنى كانه صولجان ... أو كما عوجت من الخط نون
فإذا أبصرت خزاياك عيني ... شرقت بالدموع مني الجفون
فمتى أنت مفلح بعد هذا ... أترى ذاك في حياتي يكون وقال أيضاً في المعنى:
إذا وصفت من كل أير شجاعة ... أبى جبن ايري أن يحيط به وصف