حسبي وحسبك أن تكون مدامعي ... غسلي وفي ثوب السقام أكفن
عجباً لخدك وردةً في بانةٍ ... والورد فوق البان ما لا يمكن
أدنته لي سنة الكرى فلثمته ... حتى تبدل بالشقيق السوسن
ووردت كوثر ثغره فحسبتني ... في جنةٍ من وجنتيه أسكن
ما راعني إلا بلال الخال فو ... ق الخد في صبح الجبين يؤذن
فنشرت من خوف الصباح ذؤابة ... هي كالدجى وظللت فيها أكمن
يا نظرة كم رمت أسرق أختها ... من مقلةٍ هي للنعاس معيدن وقال أيضاً:
رياض بكاها المزن فهي بواسم ... وناحت لغير الحزن فيها الحمائم
وأودعت الأنواء فيهن سرها ... فنمت عليهن الرياح النواسم
يبيت الندى في أفقها وهو ناثر ... ويضحي على أجيادها وهو ناظم
كأن الأقاحي والشقيق تقابلا ... خدود جلاهن الصبا ومباسم
كأن بها للنرجس الغض أعيناً ... تنبه منها البعض والبعض نائم
كأن ظلال القضب فوق غديرها ... إذا اضطربت تحت الرياح أراقم
كأن غناء الورق ألحان معبدٍ ... إذا رقصت تلك القدود النواعم
كأن نثار الشمس تحت غصونها ... دنانير في وقتٍ ووقت دراهم
كأن ثماراً (١) في غصون توسوست ... لعارض خفاق النسيم تمائم
كأن القطوف الدانيات مواهب ... ففي كل غصن ماسن في الدوح حاتم وقال أيضاً:
أشتاق من ساكني ذاك الحمى سكنا ... عليه خفق فؤادي قط ما سكنا
ولي غرام وصبر في محبته ... هذا أقام بأحشائي وذا ظعنا
أطلعتم يا أهيل المنحى قمراً ... بدا على الكون منه بهجة وسنا
(١) ص: ثمار.