ندى في الأقحوانة أم شراب ... وطل في الشقيقة أم رضاب
فتلك وهذه ثغر وكأس ... لذا ظلم وفي هذي شراب
وخضر خمائل كجسوم غيدٍ ... قد انتشقت فراق بها الخضاب
يريك بها الشقيق سواد هدبٍ ... وحمرة وجنةٍ فيها التهاب
وورق حمائم في كل فنٍ ... إذا نطقت لها لحن صواب
لها بالطل أزرار حسان ... وأطواق ومن ورقٍ ثياب
كأن النهر سيف مشرفي ... له في كف صيقله اضطراب
تجرده يمين الشمس طوراً ... وطوراً بالظلال له قراب
يعاب السيف إذا في جانبيه ... فلول وهو منها لا يعاب
فإن قلت الحباب انساب ذعراً ... ورمت الرقش صدقك الحساب
وللأغصان هينمة تحاكي ... حبائب رق بينهما العتاب وله من أبيات:
وفي الحي هيفاء المعاطف لو بدت ... مع البان كان الورق فيها تغنت
عجبت لها في حسنها إذ تفردت ... لأية معنىً بعد ذاك تثنت وله أيضاً:
أفدي التي ابتسمت وهناً بكاظمة ... فكان منها هدى الساري بنعمان
وواجهتها ظباء الرمل فاكتسبت ... منها محاسن أجياد وأجفان
يسري النسيم بعطفيها فيصحبه ... لطفاً يميل غصون الرند والبان
مرت على جانب الوادي وليس به ... ماء ففاض بدمعي الجانب الثاني
موهت عنها بسلمى واستعرت لها ... من وصفها فاهتدى الشاني إلى شاني
تجني علي وما أحلى أليم هوىً ... في حبها حين ألجاني إلى الجاني وقال أيضاً:
إن كان قتلي في الهوى يتعين ... يا قاتلي فبسيف طرفك أهون