للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوط في مذلة، قال: فخرج وقد جعل له مصراع عند الكعبة، وكان تحته، فأتاه رجل من قريش فقال: ألا نفتح لك باب الكعبة فتدخلها، فقال ابن الزبير: إن حرمة المسجد كحرمة البيت، والله لو وجدوكم تحت أستار الكعبة قتلوكم، ثم قال:

ولست بمبتاع الحياة بسبةٍ ... ولا مرتقٍ من خشية الموت سلما ثم شد عليه أصحاب الحجاج فقال: أين أهل مصر؟ فقال: هم هؤلاء من هذا الباب، فقال لأصحابه: اكسروا أغماد سيوفكم ولا تميلوا عني، فإني في الرعيل، ففعلوا ثم حمل فحملوا معه، وكان يضرب بسيفين، فضرب رجلاً فقطع يده، وانهرقوا فجعل يضربهم حتى أخرجهم من باب المسجد، فجعل رجل أسود يسبه، فقال له: اصبر يابن حام، ثم حمل عليه فصرعه. ثم دخل أهل حمص من باب بني شيبة، فشد عليهم وجعل يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من المسجد، ورجع وهو يقول:

لو كان قرناً واحداً كفيته ... أوردته الموت وقد ذكيته ثم دخل عليه أهل الأردن من باب آخر، فجعل يضربهم حتى أخرجهم من المسجد وهو يقول:

لا عهد لي بغارةٍ كالسيل ... لا ينجلي قتامها (١) لليل وجاءه حجر من ناحية الصفا فوقع بين عينيه، فنكس رأسه وهو يقول:

ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما ثم اجتمعوا عليه فلم يزالوا يضربونه حتى قتل. ولما قتل كبر أهل الشام فقال ابن عمر: المكبرون عليه يوم ولد خير من المكبرين (٢) عليه يوم قتل. وقتل


(١) ص: قياسها.
(٢) ص: المكبرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>