للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجلوبة ومجنوبة، وسطاه وخطاه هذه تكف النوب (١) وهذه تكفي النوبة، ولا برحت وطأته على الكفار مشتدة، وآماله لإهلاك الأعداء كرماحه ممتدة، ولا عدمت الدولة بيض سيوفه التي يرى (٢) بها الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة.

صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس تثني على عزائمه التي (٣) واتت على كل أمرٍ رشيد، واتت على كل جبار عنيد، وحكمت بعدل السيف في كل عبد سوء " وما ربك بظلام للعبيد " فصلت: حيث شكرت الضمر الجرد وحمدت العيس، واشتبه يوم النصر بأمسه بقيام حروف العلة مقام بعض فأصبح غزو كنيسة سوس كغزو سيس (٤) ، ونفهمه أنا علمنا (٥) أن الله بفضله طهر البلاد، من رجسها وأزاح العناد، وحسم مادة معظمها الكافر وقد كاد وكاد، وعجل عيد النحر بالأضحية بكل كبش حرب يبرك في سواد وينظر في سواد ويمشي في سواد، وتحققنا النصر الذي شفى النفوس وأزال البوس، ومحا آية الليل بخير الشموس، وخرب دنقلة بجريمة سوس، وكيف لا يخرب شيء يكون فيه سوس، فالحمد لله الذي صبحتهم عزائم المجلس بالويل، وعلى أن أولج النهار من السيف منهم في الليل، وعلى أن رد حرب حرابهم (٦) إلى نحورهم، وجعل تدبيرهم في تدميرهم، وبين خيط السيف الأبيض من الخيط الأسود من فجر فجورهم، واطلع على مغيبات النصر ذهن المجلس الحاضر (٧) ، وأورث سليمان


(١) سقطت من ص.
(٢) سقطت من ص.
(٣) ص: الذي.
(٤) سوس بالنوبة وكان داود ملك النوبة يزعم أنه يتلقى من كنيستها ما يؤديه، وقد خربت في الحملة المشار إليها وأخذ ما فيها؛ أما سيس فإنها من الثغور الشامية، وقد غزاها الملك الظاهر أيضاً.
(٥) ص: أن أعلمنا.
(٦) ص: خرب خرابهم.
(٧) ص: الحاظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>