ذو قوامٍ يجور (١) منه اعتدال ... كم قتيل به من العشاق
سلب القضب لينها فهي غيظاً ... واقفات تشكوه بالأوراق وقال أيضاً:
بحق ما بينكم وبيني ... لا تذكروا لي حديث بين
فأنتم لي بياض حظي ... وأنتم لي سواد عيني وقال أيضاً:
رب روض أزرته بدر تم ... حيث غال في تيهه والتجري
فرأيت الأغصان ذلاً لديه ... وا قفات والعين للدمع تذري
كان ظني أن يفضح القد بالغص ... ن وأن الزلال بالريق يزري
ثم لما ثنى العنان عن النه ... ر غدا في ركابه وهو يجري وله أيضاً:
صح الصحيح وأي شيء يختفي ... بي أهيف وفديته من أهيف
كلفي ببدرٍ قد سما بكماله ... في الأرض عن بدر السماء الأكلف
ظبي من الأتراك إلا أنه ... فيه من الأعراب ترك تصلف
من جنة المأوى بدا وعلى سوى ... أصداغه أوراقها لم تخصف
رشأ حريري الخدود وإنما ... قلبي مريد عذاره المتصوف
ما أبصرته مقلة ثم انثنت ... إلا تقول لها ملاحته قفي
من قال ريقته الشهية قرقف ... للريق لم يعرف ولا للقرقف
الغصن لما مال قال تهتكاً ... فضح التكلف شيمة المتكلف
من ردفه وقوامه كم صرعةٍ ... لمحبه بمثقلٍ ومخفف
كم مزقت ألحاظه من مهجةٍ ... بسوى الرضى من قلبه لم ترتفي
(١) ص: يحوز.