ألا هل لجمع الشمل ممن أحبه ... دعوتك ملهوفاً وأنت سميع
فلم يبق لي مما تشوقت مهجة ... ولم يبق لي مما بكيت دموع وله أيضاً غفر الله له:
أفدي رئيساً كل فعل له ... يحبه العبد ويرضاه
ومثله خادمه محسن ... والعبد من طينة مولاه وقال أيضاً (١) :
يا مرحباً بقدوم جيران النقا ... كمل السرور بهم وطاب الملتقى
أنست بقربهم المنازل واغتدى ... وجه الزمان بهم منيراً مشرقا
ولطيب نشرهم تعطرت الصبا ... وأرى على الدنيا بذلك رونقا
فتهن يا قلبي تهن وطالما ... قد بت نحوهم كئيباً شيقا
يا ناظري، ولك البشارة، طالما ... أبكاك من ألم البعاد وأرقا
فلمثل هذا اليوم كنت مؤملاً ... وإليه كنت على المدى متشوقا
يا جيرةً صفت الحياة بقربهم ... وغدا بهم روض المسرة مونقا
لا تحسبوا أني سررت بغيركم ... مذ كان شمل وصالنا متفرقا
وحياتكم ما لي سواكم مرتجى ... أبداً ولست بغيركم متعلقا
لكنني أخشى على أسراركم ... دمعاً غدا متدافعاً متدفقا
قد عبرت عبراته عن كل ما ... أخفى بطول بكائها لا منطقا
أحببتكم وأشعت حب سواكم ... إذ كنت حذراناً عليكم مشفقا
ولقد وجدت لبينكم يا سادتي ... ما أزعج القلب المشوق وأقلقا وقال أيضاً:
سأودعك السر الذي قد كتمته ... وأعلمك الأمر الذي قد علمته
(١) انظر الزركشي: ١٥١.