دنت النجوم تواضعاً لمحلهم ... وترفعت من فوقها أقدارهم
وبكفهم وبوجههم كم قد همت ... أنواؤهم وتوقدت أنوارهم
أهدى جمالهم إلي تحيةً ... منها يدار على الأنام عقارهم
لك يا جمال الدين سبق في الوفا ... حتى تقر لصفوه أكدارهم
يا ابن الكرام الكاتبين فشأنهم ... صدق المودة والوفا شعارهم
قوم إذا جاءوا إلى شأو العلا ... سبقوا إليه ولم يشق غبارهم
صانوا وزانوا باليراع ملوكهم ... أسوارهم من كتبهم وسوارهم
ما مثلهم في جودهم فلذاك قد ... عزت نظائرهم وهان نضارهم
فتعلم الشيمات من أخلاقهم ... وتذوب عن زهر الربى أشعارهم
وحماهم يحمي النزيل بربعه ... من جور ما يخشى ويرعى جارهم
بالرغم مني أن بعدت ولم أجد ... ظلاً تفيئه علي ديارهم
لو كان يمكنني وما أحلى المنى ... ما غاب عني شخصهم ومزارهم
ويح النوى شمل الأحبة فرقت ... فمتى يفك من البعاد إسارهم واجتمع يوماً هو وجمال الدين ابن نباتة في غياض السفرجل فقال جمال الدين بن نباتة:
قد أشبه الحمام منزل لهونا ... فالماء يسخن والأزاهر تحلق
فلذاك جسمي منشد ومصحف ... عرق على عرقٍ ومثلي يعرق فقال جمال الدين بن غانم:
ما أشبه الحمام منزل لهونا ... إلا لمعنى راق فيه المنطق
فالدوح مثل قبابه والزهر كال ... جامات فيه وماؤه يتدفق