للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولربما أبكى السرور إذا أتى ... فرطاً وفي بعض الشدائد يضحك

زعم الوشاة بأن هويت سواكم ... يا قوتل الواشي فأنى يؤفك

عار علي بأن أكون مشرعاً ... دين الهوى ويقال إني مشرك وقال (١) :

جل الذي أطلع شمس الضحى ... مشرقةً في جنح ليلٍ بهيم

وقدر الخال على خده ... ذلك تقدير العزيز العليم

بدر ظننا وجهه جنةً ... فمسنا منها عذاب أليم

ينفر كالريم ألا فانظروا ... إلى بخيل وهو عندي كريم

لما انحنى حاجبه وانثنى ... يهز للعشاق قداً قويم

عجبت من فرط ضلالي وقد ... بدا لي المعوج والمستقيم

داو حبيبي يا طبيب الهوى ... وخلني إني بحالي عليم

فخصره واهٍ وأجفانه ... مريضة واللحظ منه سقيم وقال (٢) :

رعى الله من لم يرع لي حق صحبةٍ ... وسلم من لم يسخ لي بسلامه

وفي ذمة الرحمن من ذم صحبتي ... ولم أك يوماً ناقضاً لذمامه

وإني على صبري على فرط هجره ... وقرب مغانيه وبعد مرامه

يحاول طرفي لحظة من خياله ... ويشتاق سمعي لفظةً من كلامه

ويوم وقفنا للوداع وقد بدا ... بوجه يحاكي البدر عند تمامه

شكوت الذي ألقى فظل مقابلاً ... بكاي وشكوى حالتي بابتسامه

بدمع يحاكي لفظه في انتثاره ... وعتبٍ يحاكي ثغره في انتظامه

فما رق من شكواي غير خدوده ... ولا لان من نجواي غير قوامه


(١) الديوان: ٣٩٦.
(٢) الديوان: ٣٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>