للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلو ان إسم أبي معاذٍ قلبه ... ما كان في البلوى أبا حسان (١) وقال (٢) :

بعثت بآيات الجمال فآمنت ... بحسنك أبصار لنا وبصائر

وأبديت حسناً باللحاظ ممنعاً (٣) ... فلا خاطر إلا وفيك يخاطر

ولما بدت زهر الثغور وتاهت ال ... خواطر وامتدت إليك النواظر

ختمت على در الثنايا بخاتمٍ ... عقيق وتحت الختم تخبا الجواهر وقال أيضاً (٤) :

إلى محياك ضوء البدر يعتذر ... وفي محبتك العشاق قد عذروا

وجنة الخلد في خديك مونقة ... ونار حبك لا تبقي ولا تذر

يا من يهز دلالاً غصن قامته ... الغصن هذا فأين الظل والثمر

ما كنت أحسب أن الوصل ممتنع ... وأن وعدك برق ما به مطر

خاطرت فيك بغالي النفس أبذلها ... إن الخطير عليه يسهل الخطر

لما رأيت ظلام الشعر منك بدا ... خضت الظلام ولكن غرني القمر وقال من الموشح المضمن، وهو من مخترعاته التي لم يسبق إليها، والأبيات المضمنة منحولة إلى أبي نواس (٥) :

وحق الهوى ما حلت يوماً عن الهوى ... ولكن نجمي في المحبة قد هوى

ومن كنت أرجو وصله قتلتي نوى ... وأضنى فؤادي بالقطيعة والنوى


(١) قد شرحت الكنايات في هذين البيتين (ووضعت في درج الكلام في ص وفوق الأسطر في ر) ، فقدار تعني (سالف) وابن زرارة (حاجب) وأبو معاذ (جبل) وأبو حسان (ثابت) ..
(٢) الديوان ٤٣٨.
(٣) ص ر: ممتعاً.
(٤) الديوان: ٤٣٩.
(٥) الديوان: ٤٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>