ليس في الهوى عجب ... إن أصابني النصب
حامل الهوى تعب ... يستفزه الطرب
أخو الحب لا ينفك صباً متيما ... غريق دموع قلبه يشتكي الظما
لفرط البكا قد صار جلداً وأعظما ... فلا عجب أن يمزج الدمع بالدما
الغرام أنحله ... إذ أصاب مقتله
إن بكى يحق له ... ليس ما به لعب
ألا قل لذات الخال يا ربة الذكا ... ومن بيضاء الوجه فاقت على ذكا
شكوت غرامي لو رثيت لمن شكا ... وأطلقت دمعي لو شفى الدمع من بكى
فانثنيت ساهيةً ... والقلوب واهيةً
تضحكين لاهيةً ... والمحب ينتحب
أسرت فؤادي حين أطلقت عبرتي ... وبدلتني من منيتي بمنيتي
ولما رأيت السقم أنحل مهجتي ... تعجبت من سقمي وأنكرت قتلي
صرت إذ بدا ألمي ... عندما أرقت دمي
تعجبين من سقمي ... صحتي هي العجب
تحجبت عن عيني فأيقنت بالشقا ... وآيسني فرط الحجاب من البقا
فلما أميط الستر وارتحت للقا ... غضبت بلا ذنب وغادرتني لقى
حين ترفع الحجب ... منك يصدر الغضب
كلما انقضى سبب ... منك عاد لي سبب وقال في الزنبق والورد (١) :
قد نشر الزنبق أعلامه ... وقال كل الزهر في خدمتي
(١) الديوان: ٥٥٤.