للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على باب الدهليز (١) ، وكان الأمراء يحضرون صيودهم على طبقاتهم بين يديه وهو يخلع عليهم.

وحج هو والخوندة طغاي زوجة السلطان واحتفل بأمرها، وكان كل سماط في الغدا والعشاء يحضر لها البقولات طرية والجبن المقلي سخن، أخذ معه البقر الحلابات وحمل الخضر في مزارعها بترابها على ظهور الجمال، وكان يخدم كل أحد من الأمراء الكبار المشايخ والخاصكية الكبار وأرباب الوظايف (٢) والجمدارية الصغار حتى الأوشاقية (٣) في الإصطبل.

وكان في أول الأمر ما يخرج القاضي فخر الدين ويتغدى عنده، ويحضر من داره مخفيتين لا يعود إليه شيء من ماعونهما الصيني أبداً؛ وكان يركب في عدة مماليك أتراك تقارب السبعين مملوكاً أو أكثر بكنابيش الزركش والطرز الذهب، وقيل إنه طلبه السلطان يوماً إلى الدور، فدخل وبقيت الخزندارة تروح مرات فيما تطلبه الخوندة طغاي، فقال له السلطان: يا قاضي إيش حاجة لهذا التطويل؟ بنتك ما تختبي منك، ادخل إليها أبصر ما تريده افعله، فقام ودخل إليها وسير السلطان يقول لها: أبوك هنا أبصري له ما ياكل، فأخرجت له طعاماً، وقام السلطان بروحه إلى كرمة في الدار وقطع منها قطف عنب وأحضره وهو ينفخه من الغبار وقال: يا قاضي كل من عنب دورنا.


(١) ر: الدين.
(٢) ص: الوضايف.
(٣) قد مر من قبل شرح الجمدارية والأوشاقية.

<<  <  ج: ص:  >  >>