للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كل ليلة قدر ... يرى له الناس محيا وفيه يقول سيف الدين المشد (١) :

سمعت بأن حبركم علياً (٢) ... حباه الله منه بالحبور

إذا حضر السماع يتيه عجباً ... بما أوتيه من عزم الأمور

فلا تولوه تعنيفاً ولوماً ... فما تدرون أسرار الصدور

ومن ذا في السماع له مقام ... إذا سمعت مقامات الحريري ورثاه النجم ابن إسرائيل بقصيدته التي أولها:

خطب كما شاء الإله جليل ... ذهلت لديه بصائر وعقول

ومصيبة كسفت لها شمس الضحى ... وهفا ببدر المكرمات أفول

وكبا زناد المجد وانفصمت عرى ال ... علياء واغتال الفضائل غول

وتنكرت سبل المعارف واغتدت ... غفلاً وأقفر ربعها المأهول

ومضت بشاشة كل شيء وانقضت ... فالوقت قبض والزمان عليل

وعلا ملاحات الوجوه سماجة ... وخفيف تلك الكائنات ثقيل

والروض أغبر والمياه أواجن ... ومعاطف الأغصان ليس تميل

والشمع والألحان لا نور ولا ... طرب وليس على الشهود قبول

خطب ألم بكل قطر نعيه ... كادت له شم الجبال تزول

فعلى المعاني والعلوم كآبة ... وعلى الحقائق ذلة وخمول

والسالكون سطت عليهم حيرة ... وغوى لهم نهج، وضل (٣) سبيل

والعارفون تنكرت أحوالهم ... فحجاب عين قلوبهم مسدول

ودنان خمر الحب قد ختمت وبا ... ب ألحان مهجور الفنا مملول


(١) هو علي بن عمر بن قزل التركماني، وستأتي ترجمته (رقم: ٣٤٥) .
(٢) ر: خيركم علي.
(٣) ر: وظل.

<<  <  ج: ص:  >  >>