للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما راعني شيء (١) سوى وزغاتها ... فنعوذ بالرحمن من نزعاتها

سجعت على أوكارها فظننتها ... ورق الحمام سجعن في شجراتها

وبها زنابير تظن عقارباً ... لا برء للمسموم من لدغاتها

فكأنما حيطانها كغرابل ... أطلعن أرؤسهن من طاقاتها

كيف السبيل إلى النجاة ولا نجا ... ة ولا حياة لمن رأى حياتها

السم في نفثاتها والمكر في ... فلتاتها والموت في لفتاتها

منسوجة بالعنكبوت سماؤها ... والأرض قد نسجت ببزاقاتها

ولقد رأينا في الشتاء سماؤها ... والصيف لا تنفك من صعقاتها

فضجيجها كالرعد في جنباتها ... وترابها كالوبل في خشباتها

والبوم عاكفة على أرجائها ... والآل يلمع في ثرى عرصاتها

والنار جزء من تلهب حرها ... وجهنم تعزى إلى لفحاتها

قد رممت من قبل أن يلقى لآدم ... أمنا حواء في عرفاتها

شاهدت مكتوباً على أرجائها ... ورأيت مسطوراً على عتباتها

لا تقربوا منها وخافوها ولا ... تلقوا بأيديكم إلى هلكاتها

أبداً يقول الداخلون ببابها ... يا رب نج الناس من آفاتها

قالوا إذا ندب الغراب منازلاً ... تتفرق السكان من ساحاتها

وبدارنا ألفا غراب ناعق ... كذب الرواة فأين صدق رواتها

صبراً لعل الله يعقب راحة ... للنفس إذ غلبت على شهواتها

دار تبيت الجن تحرس نفسها ... فيها وتنذر باختلاف لغاتها

كم بت فيها مفرداً والعين شو ... قاً للصباح تسح من عبراتها

وأقول: يا رب السموات العلى ... يا رازقاً للوحش في فلواتها


(١) ر: شيئاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>