للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما إذا بلغت نفسه فقد طويت صحيفته وانقطع عمله الا ما استثنى الشرع وهو ولد صالح يدعو له ثم أعظم مصيبة بعد نفسه في ولده فإنه فلذة كبده وبضعة من نفسه به يحيا اسمه وبولده يبقى بيته وهو البناء المخلد والحياة الثانية وإليه اشارة قوله صلّى الله عليه وسلم ما ولد في أهل بيت ذكر إلا أصبح لهم عز لم يكن، سئل قتادة ما أعظم المصيبة قال مصيبة الرجل في دينه. قال ليس عن هذا أسألك قال فموت الاب قاصمة الظهر وموت الولد صدع في الفؤاد وموت الاخ قص الجناح وموت المرأة حزن ساعة قال من قصر عمره رأى الفجيعة في نفسه ومن طال عمره رأى الفجيعة في أعزته وقال صلّى الله عليه وسلم إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب.

اصبر لكل مصيبة وتجلد ... واعلم بان المرء غير مخلد

وإذا ذكرت مصيبة تشجى بها ... فاذكر مصابك بالنبي محمد

ولما مات ابراهيم بن رسول الله صلّى الله عليه وسلم فجعلت عيناه تذرفان، فقال عبد الرحمن بن عوف وأنت يا رسول الله فقال يا ابن عوف إنها رحمة وقال يا ابن عوف ان العين لتدمع وان القلب ليخشع ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وانا بفراقك يا

<<  <   >  >>