ابراهيم لمحزونون. ولما احتضر سعد بن عباده عاده رسول الله صلّى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص ثم بكى وبكوا فقال ألا تسمعون أن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ويعذب بهذا وأشار الى لسانه، ونظر عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه الى عدي بن حاتم وهو كئيب حزين فقال مالي أراك كئيبا حزينا فقال وما يمنعني يا أمير المؤمنين وقد قتل ابني وفقئت عيني فقال يا عدي بن حاتم انه من رضي بقضاء جرى عليه كان له أجر ومن لم يرض بقضاء جرى عليه حبط عمله، وتوفى ابن الجعفر الصادق فخشي عليه الجزع فخرج هادئا سالما فقال له قائل وخشينا عليك فقال إنا ندعو الله فيما نحب فإذا وقع ما نكره لم نخالف الله فيما نحب، عن قتادة قال: فرح صاحبا موسى بالغلام حين ولد لهما وجزعا عليه حين مات ولو عاش لكان فيه هلاكهما، وعزي عمر بن عبد العزيز على ابنه عبد الملك فقال ان الموت أمر قد كنا وطنا أنفسنا عليه فلما وقع لم ننكره، كان خالد بن أشيم يأكل فجاءه رجل فقال مات أخوك فقال هيهات نعي اليّ اجلس فكل فقال ما سبقني إليك أحد فقال قال الله تعالى إنك ميت وإنهم ميتون. (كتب عمر بن عبد العزيز) الى عون بن عبد الله يعزيه أما بعد فانا أهل الآخرة سكنا الدنيا أمواتا والعجب من ميت كتب إلى ميت يعزيه