للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

درهما فدلهم عليه فأخذوه وقد خرج وهو يبكي، فقال الملك:

أنت المسيح فأنكر ذلك وقال كذبوا عليّ وتقوّلوا، فقال اذهبوا به إلى الحبس فلما كان من الغد بكر اليهود وأخذوه وشهروه وعذبوه ثم ضربوه بالسياط وجاؤا به منبطحا ومغلولا وصلبوه وطعنوه بالرماح ليموت بالسرعة وما زال يصيح وهو مصلوب على خشبة يا إلهي لم خذلتني لم تركتني.

الجواب هذا كله سراح لا يشتبه على الحمير أن مثل عيسى يتبرأ من النبوة ومثل أصحابه يأخذ ثلاثين درهما فكيف وهو عندكم إله رب العالمين، والنصارى يعتقدون أن الله اختار مريم لنفسه ولولده وتحظاها كما يختار الرجل المرأة ويتحظاها لشهوته، حكاه العلماء عنهم وإنما يفصحون بهذا عند من يثقون به، اعلم أن من يكون اعتقاده هذا ومعبوده الذي يخرج من فرج امرأة لا يكلم ولا يناظر ولا يكون له عقل ولا دين ولا ملة ولا تمييز ولا دنيا لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم، فالمساكين قد اعترفوا أن إلههم قد صلب ومات فليس لهم إله وأنهم في تعزية الهم ولا دين ولا دنيا ولا جنة ولا نار، والمسلمون يقولون أن الله سبحانه حي عالم قادر مريد سميع بصير وأنه لا يموت وأن عيسى بن مريم صادق وعبد الله أمين بعثه الله عز وجل إلى الناس رسولا فبلغ الرسالة ثم رفعه الله إليه يعني إلى محل كرامته ومنزلته

<<  <   >  >>