للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - ويشترط التمييز في الرَّائي، وذلك إستناداً لحديث محمود بن الربيع الذي عَقِل مجّة مجّها النبي في وجهه وهو ابن خمس سنين، فقال العلماء هذا حد التمييز، ويخرج بذلك من رآه وهو لا يعقل، والأطفال الذين حنكهم ولم يروه بعد التمييز (١).

٦ - ويعرف الصحابي:

١ - بالتواتر، كأبي بكر وعمر وعائشة، وبقية العشرة المبشرين بالجنة .

٢ - بالشهرة والاستفاضة، كعكاشة بن محصن، وضمام بن ثعلبة.

٣ - أن يُخبر عن نفسه أنه من الصحابة، كما قال البخاري في صحيحه: «عَنْ سُنَيْنٍ أَبِي جَمِيلَةَ (٢) قَالَ أَخْبَرَنَا وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ وَزَعَمَ أَبُو جَمِيلَةَ أَنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ ، وَخَرَجَ مَعَهُ عَامَ الْفَتْحِ» (٣)، قال الكرماني (٤) معلقاً على ذلك: «وجمهور الأصوليين أن العدل المعاصر للرسول إذا قال أنا صحابي يصدق فيه ظاهرا» (٥).


(١) تدريب الراوي، ٢/ ٦٦٨، وفتح المغيث، ٤/ ٨٣.
(٢) وقد تُرجم لسُنين أبي جميلة في كتب التراجم، وعُدّ من الصحابة الكرام ، ينظر، طبقات ابن سعد، ٥/ ٤٦، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ٦٨٩، وأسد الغابة، ٢/ ٥٦٧.
(٣) أخرجه البخاري، كتاب: المغازي، باب: وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُاللهِ بْنُ ثعلبة، رقم (٤٠١٠).
(٤) الكواكب الدراري، ١٦/ ١٤١.
(٥) والأمر فيه خلاف «إن ادعى العدل المعاصر للنبي أنه صاحب النبي ، فهل يقبل قوله قال القاضي أبو بكر: نعم؛ لأن وازع العدل يمنعه من الكذب، إذا لم يرد عن الصحابة رد قوله، وجرى عليه ابن الصلاح والنووي. ومنهم من توقف في ثبوتها بقوله لما في ذلك من دعواه رتبة لنفسه، وهو ظاهر كلام ابن القطان المحدث، وهو قوي، فإن الشخص لو قال: أنا عدل، لم تقبل لدعواه لنفسه مزية، فكيف إذا ادعى الصحبة التي هي فوق العدالة؟» البحر المحيط في أصول الفقه، بدر الدين الزركشي، ٦/ ١٩٨، وينظر الأصول في الإبهاج في شرح المنهاج، تقي الدين السبكي، ٢/ ٣٣١.

<<  <   >  >>