للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأقلّ درجة، ولا أنزل مرتبة، وإن لم يُوْلِ هذا الجانب عناية بالكتابة والتأليف.

لقد وصفه صديقه وتلميذه المؤرخ الكبير صلاح الدين الصفدي، (ت: ٧٦٤ هـ) فقال: "اجتمعتُ به غير مرة، وقرأتُ عليه كثيراً من تصانيفه. ولم أجد عنده جمود المحدثين، ولا كودنة (١) النقلة، بل هو فقيه النظر، له دربة بأقوال الناس، ومذاهب الأئمة والسلف وأرباب المقالات" (٢).

ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب، الذي قام باستقراء تراث الذهبي، وجَرَد مطوّلاته، فاستخرج منه ما تناثر من آرائه الفقهية، واختياراته العملية، مما كان يبثه وينثره هنا وهناك، كلما دعتْ حاجة أو عنّتْ مناسبة.

إن القاري الكريم سوف لا تخطئ عينه حسن ما كان عليه الحافظ الذهبي، من براعة في الاستنباط، وعمق في التصور، وتمسّك بنصوص الكتاب والسُنّة، وبعد عن التعصب المذهبي (٣)، مع مراعاته لمقاصد الشريعة، دون جمود ظاهري، ولا إغراق في تأويل بعيد.

وأهم تصانيف الحافظ الذهبي التي قمتُ باستقرائها وجرْدها هي:

١ - المهذب في اختصار السنن الكبير

٢ - تاريخ الإسلام

٣ - سير أعلام النبلاء

٤ - تذكرة الحفاظ

٥ - بيان الإلباس في فنون اللباس


(١) الكودنة: قلة الفهم والفطنة.
(٢) "أعيان العصر" ٤/ ٩٢.
(٣) حيث خالف مذهب إمامه الشافعي في غير ما مسألة، انظر خاتمة البحث.

<<  <   >  >>