للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(صحيح البخاري) هو على شرطه في الصحة، ولعله لا يفرق بين الحديث المسند فيه والمعلق، كما لم يفرق بين الحديث الموصول فيه والحديث المرسل الذي جاء فيه عرضا كحديث عائشة هذا الذي جاءت في آخره هذه الزيادة المرسلة، واعلم أن هذه الزيادة لم تأت من طريق موصولة يحتج بها).

قال الألباني -رحمه الله- (١): (وخلاصة القول: أن هذا الحديث ضعيف لا يصح، لا عن ابن عباس، ولا عن عائشة، ولذلك نبهت في تعليقي على كتابي (مختصر صحيح البخاري) (١/ ٥) على أن بلاغ الزهري هذا ليس على شرط البخاري كي لا يغتر أحد من القراء بصحته لكونه في (الصحيح). والله الموفق).

قال الشيخ محمد أبو شهبة -رحمه الله- (٢): (وهذه الرواية ليست على شرط الصحيح لأنها من البلاغات، وهي من قبيل المنقطع، والمنقطع من أنواع الضعيف، والبخاري لا يخرج إلا الأحاديث المسندة المتصلة برواية العدول الضابطين، ولعل البخاري ذكرها لينبهنا إلى مخالفتها لما صح عنده من حديث بدء الوحي، الذي لم تذكر فيه هذه الزيادة.

ولو أن هذه الرواية كانت صحيحة لأوّلناها تأويلاً مقبولاً، أما وهي على هذه الحالة فلا نكلف أنفسنا عناء البحث عن مخرج لها ...... وليس أدل على ضعف هذه الزيادة وتهافتها من أن جبريل كان يقول للنبي -صلى الله عليه وسلم-كلما أوفى بذروة جبل: "يا محمد! إنك رسول الله حقاً" وأنه كرر ذلك مراراً، ولو صح هذا لكانت مرة واحدة تكفي في تثبيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وصرفه عما حدّثته به نفسه كما زعموا، وقد نحا إلى ما نحوت بعض كتاب السيرة المحدثين المسلمين). (٣)


(١) السلسلة الضعيفة (٣/ ١٦٣) حديث رقم (١٠٥٣).
(٢) السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (١/ ١٦٥)، دار القلم، دمشق، الطبعة الثامنة ١٤٢٧ هـ.
(٣) انظر:
- السلسلة الضعيفة والموضوعة للألباني حديث رقم (٤٨٥٨).
- السيرة النبوية الصحيحة للعمري (١/ ١٢٧).
- رد شبهات حول عصمة النبي -صلى الله عليه وسلم- في ضوء السنة النبوية الشريفة رسالة دكتوراه لعماد السيد محمد إسماعيل الشربيني ط. دار اليقين.

<<  <   >  >>