للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال العلامة المفسر محمد الطاهر بن عاشور التونسي (١): (وكذلك تركيب تلك القصة على آية سورة الحج. وكم بين نزول سورة النجم التي هي من أوائل السور النازلة بمكة وبين نزول سورة الحج التي بعضها من أول ما نزل بالمدينة وبعضها من آخر ما نزل بمكة.

وكذلك ربط تلك القصة بقصة رجوع من رَجع من مهاجرة الحبشة. وكم بين مدّة نزول سورة النجم وبين سنة رجوع من رجع من مهاجرة الحبشة.

فالوجه: أن هذه الشائعة التي أشيعت بين المشركين في أول الإسلام، إنما هي من اختلاقات المستهزئين من سفهاء الأحلام بمكة مثل: ابن الزبعرى، وأنهم عمدوا إلى آية ذُكرت فيها اللات والعُزّى ومناةَ فركّبوا عليها كلمات أخرى لإلقاء الفتنة في الناس وإنما خَصُّوا سورة النجم بهذه المرجَفة لأنهم حَضروا قراءتها في المسجد الحرام وتعلقت بأذهانهم وتطلباً لإيجاد المعذرة لهم بين قومهم على سجودهم فيها الذي جعله الله معجزة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد سرى هذا التعسف إلى إثبات معنى في اللغة … )

قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- (٢): (قد ذكر كثير من المفسرين ههنا قصة الغرانيق، وما كان من رجوع كثير من المهاجرة إلى أرض الحبشة ظناً منهم أن مشركي قريش قد أسلموا، ولكنها من طرق كلها مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح، والله أعلم).

قال العلامة الألباني - رحمه الله - بعد أن ساق روايات قصة الغرانيق كاملة وبين ضعفها (٣): (بيان بطلان القصة متنًا:

تلك هي روايات القصة، وهي كلها كما رأيت مُعَلَّة بالإرسال


(١) التحرير والتنوير (١٧/ ٣٠٦)، طبعة الدار التونسية للنشر، ١٩٨٤ م. من تفسير سورة الحج، الآية: (٥٢) وما بعدها.
(٢) تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير (٥/ ٤٤١)، تحقيق: سامي السلامة، ط. دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، ١٤٢٠ هـ.
(٣) نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق للألباني ص (٣٥/ ٣٦)، ط. المكتب الإسلامي.

<<  <   >  >>