قلت: وما نقله الذهبي عن البخاري في فرات أنه منكر الحديث وإقرار الحافظ ابن حجر له في " اللسان " حققناه فوجدناه في التاريخ الكبير " (٧/ ١٣٠) حيث قال البخاري: "فرات بن السائب أبو سليمان عن ميمون بن مهران تركوه منكر الحديث".
قلت: وهذا التحقيق يحسبه القارئ الكريم أنه هين، ولكنه عند علماء هذا الفن العظيم، خاصة في علم الحديث التطبيقي في مثل هذه المسائل.
حيث يظهر هذا من تنبيهات السيوطي في " التدريب " (١/ ٣٤٩) حيث قال: " البخاري يطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية عنه ".
قلت: وزيادة للفائدة لطالب هذا الفن نبين ما نقله الذهبي عن ابن معين في فرات أنه " ليس بشيء ".
قال ابن أبى حاتم فى كتابه " الجرح والتعديل " (٣/ ٣٢١) ترجمة (١٤٣٩): " عن يحيى بن معين أنه قال: لا شيء. يعني: ليس بثقة ".
قلت: بهذا التحقيق في فرات يتضح ما أورده الإمام ابن حبان فى" المجروحين " (٢/ ٢٠٧) حيث قال: " الفرات بن السائب الجزرى، يروي عن ميمون بن مهران، كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار ".
قلت: وهذا التحقيق له فائدة عظيمة لطالب هذا الفن، وعندما يقارن بين قول ابن حبان الذي ذكرناه آنفاً في فرات بن السائب، وبين ما قاله الحافظ ابن حجر في: " التقريب " (١/ ٢٩٢) في ميمون بن مهران حيث قال: " ميمون بن مهران الجزرى، أبو أيوب - أصله كوفي، نزل الرقة، ثقة فقيه، ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز ". ا. هـ