قوله:(ولما لم يحصلوا من عليّ على جدوى جاءوا إلى بيت أبي بكر وقرعوا بابه، فخرجت إليهم أسماء بنت أبي بكر، فقالوا لها: أين أبوك؟ قالت: لا أدري والله أين أبي؟ فرفع أبو جهل يده ـ وكان فاحشًا خبيثًا ـ فلطم خدها لطمة طرح منها قرطها …
وقال تحت عنوان في الطريق إلى المدينة:
وأصبح صوت بمكة عاليًا يسمعونه ولا يرون القائل:
جزى الله رب العرش خير جزائه … رفيقين حَلاَّ خيمتي أم مَعْبَدِ
هما نزلا بالبِرِّ وارتحلا به … وأفلح من أمسى رفيق محمد
فيا لقُصَي ما زَوَى الله عنكم … به من فعال لا يُحَاذى وسُؤْدُد
لِيَهْنِ بني كعب مكان فَتاتِهم … ومقعدُها للمؤمنين بَمْرصَد
سَلُوا أختكم عن شاتها وإنائها … فإنكم إن تسألوا الشاة تَشْهَد
قالت أسماء: ما درينا أين توجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ أقبل رجل من الجن من أسفل مكة فأنشد هذه الأبيات، والناس يتبعونه ويسمعون صوته ولا يرونه حتى خرج من أعلاها. قالت: فلما سمعنا قوله عرفنا حيث توجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأن وجهه إلى المدينة).
التعليق: القصة ليست صحيحة.
قال الشيخ علي بن إبراهيم حشيش-حفظه الله- (١):
(القصة ليست صحيحة. رواها ابن إسحاق كما في "السيرة"(٢ - ١٠٩) لابن هشام. حيث أوردها في "سيرة النبي"(٢ - ١٠٩)(ح ٥١٣) فذكر أن ابن إسحاق قال: "فَحُدِّثْتُ عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: لما خرج رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- … " القصة.
(١) تحذير الداعية من القصص الواهية ص (٣٠٦ - ٣١٣) ط. دار العقيدة.