للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تُرد هذه الفرية من وجوه عدّة (١):

الوجه الأول: أن هذه القصة لا تصحّ؛ لأن سندها منقطع، وأحسن ما ورد فيها:

ما أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٤/ ٥١) من طريق يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن صفية بنت عبد المطلب، قال: عروة وسمعتها تقول: فذكرت القصة …

والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٤/ ٣١٩/ ٨٠٤): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،

وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (١٠/ ٤١): أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، …

هذه الطرق تدور على "عروة بن الزبير"، وقال الذهبي (٢): (عروة لم يدرك صفية)، فالإسناد منقطع، وأيضاً وقع الاضطراب في تحديد الغزوة أهي غزوة أحد أم الخندق.

وقال ابن إسحاق (٣): (وحَدّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبّادِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الزّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَبّادٍ، قَالَ: … وهذا إسناد ضعيف، للانقطاع بين "عباد" وبين أحداث القصة.

يقول الإمام السهيلي -رحمه الله- (٤): (محمل هذا الحديث عند الناس على أن حسّاناً كان جباناً شديد الجبن، وقد دفع هذا بعض العلماء وأنكره، وذلك أنّه حديث منقطع الإسناد).

قال الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله- (٥): (كرهت ذكرها لنكارتها).


(١) مستفاد من كلام الشيخ أبي معاذ محمد مرابط -حفظه الله- بتصرف خصوصاً في الوجه الأول، انظر الرابط: http:// www.startimes.com/ f.aspx? t=٣٤٢٢٩٦٥١
(٢) تلخيص المستدرك (٤/ ٥١).
(٣) السيرة النبوية لابن هشام (٣/ ١٥٥).
(٤) الروض الأنف (٣/ ٤٣٢ - ٤٣٣).
(٥) الاستيعاب (١٩٢).

<<  <   >  >>