ولقد قرر أئمة السنة وانعقد على ذلك إجماعهم أن منزلة الصحابة رفيعة لا تمسّ بحال:
قال الإمام ابن عبد البر -رحمه الله- (١): (والكف عن ذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بخير ما يُذكرون به، فإنهم أحق الناس أن تُنشر محاسنهم ويُلتمس لهم أفضل المخارج ويُظن بهم أحسن المذاهب).
فدونك يا عبد الله! حبل السلامة فاعقد نفسك به لعلك تنجو من أمواج فتن أهل الجهل، الذين لا يرفعون رأساً بكلام الأئمة الجهابذة.
وإذا مثّلنا بقضية حسان -رضي الله عنه - على هذه القاعدة النيّرة التي قررها ابن عبد البر -رحمه الله - نخلص إلى أن هذه الفرية لو ثبتت لما جاز لنا نشرها لأن ذلك حتماً يعد من نشر مساوئ الصحابة وقد نهينا عن ذلك.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (٢٦/ ٤٤) السؤال الثالث من الفتوى رقم (٦٥٨١)
س ٣:(يقول البعض: بأن حساناً بن ثابت -رضي الله عنه- (جبان) ويستشهدون بقول ابن حجر ذلك في الإصابة. ما رأيكم في ذلك؟
ج ٣: الذي ينبغي للمسلم نحو الصحابة -رضي الله عنهم- أن يذكر محاسنهم، ويثني عليهم بما هم أهل له، ويكف عن مساوئهم، وما ذكر عن حسان بن ثابت في كتب التاريخ والتراجم من أنه كان جبانًا فعلى تقدير صحته يكون ذكره بذلك غيبة، ولا خير يستفاد من ذكره بذلك، وإن كان كذبًا كان وصفه بذلك غيبة وزورًا، وكان الكف عن ذلك أوجب، وصيانة اللسان عنه ألزم).
الوجه الرابع:
بناء على تلكم القاعدة الزكية السالفة الذكر، يقال: إن حساناً من