للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحد، فَخذِّلْ عنا ما استطعت، فإن الحرب خدعة "، فذهب من فوره إلى بني قريظة - وكان عشيراً لهم في الجاهلية - فدخل عليهم وقال: قد عرفتم ودي إياكم، وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت. قال: فإن قريشاً ليسوا مثلكم، البلد بلدكم، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره، وإن قريشاً وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فإن أصابوا فرصة انتهزوها، وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمداً فانتقم منكم، قالوا: فما العمل يا نعيم؟ قال: لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن. قالوا: لقد أشرت بالرأي.

ثم مضى نعيم على وجهه إلى قريش وقال لهم: تعلمون ودي لكم ونصحي لكم؟ قالوا: نعم، قال: إن يهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد وأصحابه، وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه، ثم يوالونه عليكم، فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم، ثم ذهب إلى غطفان، فقال لهم مثل ذلك).

التعليق: ضعيف جداً.

قال العلامة الألباني (١): (ذكر هذه القصة ابن إسحاق بدون إسناد، وعنه ابن هشام: (٢/ ١٩٣ - ١٩٤)، لكن قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الحرب خدعة)، صحيح متواتر عنه -صلى الله عليه وسلم-، رواه الشيخان من حديث جابر وأبي هريرة وغيرهما، انظر: الجامع الصغير مع شرحه (فيض القدير)، للمناوي).

وقال أيضاً (٢): (ضعيف جداً. أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (١/ ١٠٩/ ٢٢٦)، وأبو عوانة (٤/ ٨٢)، والديلمي (٢/ ١١١ - ١١٢) عن يعقوب بن محمد: حدثنا عبد العزيز بن عمران: حدثنا إبراهيم بن صابر الأشجعي، عن أبيه، عن أمه بنت نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيها قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: …


(١) تخريج فقه السيرة للغزالي ص (٣٠٩).
(٢) السلسلة الضعيفة حديث رقم (٣٧٧٧).

<<  <   >  >>