للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمر، حدثنا محمد بن عبد اللَّه، عن الزهري قال: لما قدم أبو سفيان بن حرب … القصة).

وفيه: الواقدي متروك، ومن مرسل الزهري، ويكفي هذا في رد القصة.

قال الشيخ علي بن إبراهيم حشيش (١): (قرائن تدل على عدم صحة القصة:

١ - إن أبا سفيان ما قدم المدينة إلا ليكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يزيد في هدنة الحديبية، وقام فدخل على ابنته أم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال اللَّه تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) (لقمان: ١٥).

فهل من المعروف أن تمنع أم حبيبة أباها من الجلوس على فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتطوي الفراش وتنهر أباها وتقول لأبيها: هو فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنت امرؤ نجس مشرك؟!

٢ - وفعل أم حبيبة (وهو طيها الفراش)، وقولها (أنت امرؤ نجس مشرك) يوهم من لا يعرف أن القصة واهية بأن النجاسة في المشرك نجاسة البدن، والصواب أن نجاسة المشركين معنوية.

قصة صحيحة تبين نكارة القصة:

عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- قالت: قدمت عَليَّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستفتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قلت: وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: «نعم صلي أمك).

قلت: وهذا اللفظ للبخاري، كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب الهدية للمشركين، ح (٢٤٧٧). (٢)


(١) مجلة التوحيد، الحلقة (٧٠)، العدد (٤١٣)، جمادى الأولى، ١٤٢٧ هـ.
(٢) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ح ٢٦٢٠، ٣١٨٣، ٥٩٧٨، ٥٩٧٩)، ومسلم في «صحيحه» (١٠٠٣).

<<  <   >  >>