وبوَّب الإمام البخاري بابًا في كتاب «الأدب» سمَّاه باب «صلة الوالد المشرك»، ح (٥٦٣٤).
قال الحافظ ابن حجر في «الفتح»(٥/ ٢٧٧): قوله: «في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» في رواية حاتم: «في عهد قريش إذا عاهدوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-»، وأراد بذلك ما بين الحديبية والفتح. اهـ.
قلت: قول الحافظ: «في رواية حاتم» هو حاتم بن إسماعيل وهو الذي روى عنه شيخ البخاري قتيبة بن سعيد (ح ٣١٨٣)
مما سبق يتبين:
١ - أن قصة أم حبيبة وسب أبيها أبي سفيان قصة واهية منكرة.
٢ - وأن قصة أسماء بنت أبي بكر وصلتها لأمها المشركة اتباعًا لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في أعلى درجات الصحة.
٣ - ومما يدل على نكارة متن قصة أم حبيبة أن مقدمات القصتين واحدة فلابد وأن تكون النتيجة واحدة في اتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
هذه القصة الواهية المنكرة تجعل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- مخالفًا لهديه.
٤ - وبهذا يتبين للقارئ الكريم الأثر السيئ للقصص الواهية ومخالفتها للقرآن الكريم والسنة الصحيحة المطهرة.
٥ - ومن الآثار السيئة لهذه القصة الواهية نسف الاستفادة دعويًا وتربويًا من القصة الصحيحة والتي فيها:
أ- جواز صلة القريب المشرك. كذا قال النووي في شرح مسلم.
ب- وفيها موادعة أهل الحرب ومعاملتهم في زمن الهدنة.
جـ- وفيها السفر في زيارة القريب.
د- وفيها تحري أسماء في أمر دينها وكيف لا وهي بنت الصديق وزوج الزبير -رضي الله عنهما-).