وقد وردت له شواهد واهية من حديث ابن عباس كما في (دلائل البيهقي ١/ ١٣٩ - ١٤٥) وابن عساكر: السيرة: ١/ ٣٨٤ - ٣٨٨ والمتهم به محمد بن زكريا الغلابي وفي المسند مجاهيل أيضًا.
ويعقوب بن جعفر غير مشهور في الرواية، والمحفوظ من حديث حليمة ما تقدم قبل من رواية عبد الله بن جعفر. وله شاهد من حديث أسلم العدوي (ابن سعد: الطبقات ١/ ١٥١ - ١٥٢) لكنه من طريق الواقدي وهو متروك.
وابن عساكر قال:(هذا حديث غريب جداً، وفيه ألفاظ ركيكة لا تشبه الصواب).
وقد تعقب الشيخ عبدالله بن محمد الدويش الشيخ الألباني -رحمهما الله- في تضعيف الخبر فقال (١): (في تضعيفه نظر؛ فإن رواته ثقات، وأما قوله: ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه فهو بالنظر إلى رواية البيهقي وقد صرح بالتحديث كما رواه عمر بن شبه في أخبار المدينة.
وأما قوله: وجهم بن أبي الجهم مجهول فإنما اعتمد في ذلك على كلام الذهبي الذي نقله. وقد تعقبه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان فقال بعد قول الذهبي: روى عن محمد بن إسحاق لا يعرف، له قصة حليمة السعدية. انتهى.
وقد روى عنه أيضًا عبد الله العمري والوليد بن عبد الله بن جميع ذكره ابن أبي حاتم فقال: مولى الحارث بن حاطب القرشي ولم يذكر فيه جرحًا وذكره ابن حبان في الثقات، وأفاد أنه روى أيضًا عن المسور بن مخرمة - رضي الله عنه-.
فائدة:
بالرغم من الخلاف الواقع في قصة حليمة السعدية -كما مر معنا-
(١) تنبيه القارئ لتقوية ما ضعفه الألباني (١/ ٥٠)، الناشر: دار العليان للنشر والنسخ والتصوير والتجليد، بريدة، الطبعة الأولى، ١٤١١ هـ.