تشرف فيه بالنبوة والوحي؛ لأنه كان آخر مجاورة له بحراء، وإذا ثبت أن أول نزول الوحي كان في ليلة الاثنين الحادية عشرة من شهر رمضان فإن هذا يعنى أن فترة الوحي كانت لعشرة أيام فقط. وأن الوحي نزل بعدها صبيحة يوم الخميس لأول شوال من السنة الأولى من النبوة. ولعل هذا هو السر في تخصيص العشر الأواخر من رمضان بالمجاورة والاعتكاف، وفي تخصيص أول شهر شوال بالعيد السعيد، والله أعلم).
التعليق: من جهتين:
الأولى: خطأ في التاريخ.
لا يخفى الخطأ الموجود في كلام المؤلف، كيف ينزل القرآن في ليلة الاثنين الحادية عشرة من شهر رمضان ثم ينقطع لعشرة أيام، وينزل صبيحة يوم الخميس لأول شوال من السنة الأولى من النبوة؛ مما يدل أنه حصل خطأ في تاريخ نزول القرآن، و الصواب أنه في الحادي والعشرين من رمضان على حسب كلام المؤلف وحساباته.
فقد قال - رحمه الله - في الهامش قبل ذلك تحت عنوان جبريل ينزل بالوحي:
(وإنما رجحنا أنه اليوم الحادي والعشرون مع أنا لم نر من قال به؛ لأن أهل السيرة -كلهم أو أكثرهم- متفقون على أن مبعثه -صلى الله عليه وسلم -كان يوم الاثنين، ويؤيدهم ما رواه أئمة الحديث عن أبي قتادة - رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن صوم يوم الاثنين، فقال:" فيه ولدت، فيه أنزل علي، وفي لفظ: ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت، أو أنزل عليّ فيه"(صحيح مسلم (١/ ٣٦٨)، أحمد (٥/ ٢٩٧، ٢٩٩)، البيهقي (٤/ ٢٨٦، ٣٠٠)، الحاكم (٢/ ٦٠٢) ويوم الاثنين في رمضان من تلك السنة لا يوافق إلا اليوم السابع، والرابع عشر، والحادي والعشرين، والثامن والعشرين، وقد دلت الروايات الصحيحة أن ليلة القدر لا تقع إلا في وتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان وأنها تنتقل فيما بين هذه الليالي، فإذا قارنا بين قوله تعالى:(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وبين رواية أبي قتادة أن مبعثه -صلى الله عليه وسلم- كان