يوم الاثنين وبين حساب التقويم العلمي في وقوع يوم الاثنين في رمضان من تلك السنة تعين لنا أن مبعثه - صلى الله عليه وسلم -كان في اليوم الحادي والعشرين من رمضان ليلاً.)
ثم وجدت في كتاب روضة الأزهار في سيرة النبي المختار للمؤلف (١) أنه يقول: (وحيث إن ليلة القدر تقع في وتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان، وقد ثبت علمياً أن يوم الاثنين في رمضان من تلك السنة إنما وقع في اليوم الحادي والعشرين من رمضان سنة إحدى وأربعين من مولده -صلى الله عليه وسلم-). وبهذا يتضح الخطأ الموجود في الرحيق المختوم (الاثنين الحادية عشرة من شهر رمضان)، وأن الصواب ما ذكره المؤلف في كتابه روضة الأزهار (الاثنين الحادي والعشرين من شهر رمضان)؛ فليصحح.
الثانية: قوله: ( … ولعل هذا هو السر في تخصيص العشر الأواخر من رمضان بالمجاورة والاعتكاف، وفي تخصيص أول شهر شوال بالعيد السعيد، والله أعلم).
أخطأ المؤلف في جعل نزول الوحي بعد فترته سبباً في تخصيص العشر الأواخر من رمضان بالمجاورة والاعتكاف، وفي تخصيص أول شهر شوال بالعيد السعيد؛ وإنما كان يعتكف - صلى الله عليه وسلم- العشر الأواخر من رمضان تحرياً لليلة القدر كما في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: " اعتكَف رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عشرَ الأُوَلِ من رمضانَ، واعتكفْنا معَه، فأتاه جبريلُ فقال: إن الذي تطلُبُ أمامَك، فاعتكَف العشرَ الأوسَطَ فاعتكَفْنا معَه، فأتاه جبريلُ فقال: إن الذي تطلُبُ أمامَك، قام النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- طيبًا، صبيحةَ عِشرينَ من رمضانَ، فقال: مَن كان اعتكَف معَ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فليَرجِعْ، فإني أُريتُ ليلةَ القدْرِ وإني نُسِّيتُها وإنها في العشرِ الأواخِرِ، وفي وِترٍ، وإني رأيتُ كأني أسجدُ في طينٍ وماءٍ. وكان سقفُ المسجدِ جريدَ
(١) ص (٢٨)، الطبعة الخامسة، من مطبوعات وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والأوقاف بالسعودية.