للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النخلِ، وما نرى في السماءِ شيئًا، فجاءتْ قزَعةٌ فأُمطِرْنا، فصلَّى بنا النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حتى رأيتُ أثرَ الطينِ والماءِ على جبهةِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وأرنبتِه، تصديقَ رؤياه. (١)

وجعلَ الشرعُ أولَ شوال عيداً ليس بسبب عودة نزول الوحي على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد فترته كما ذكر المؤلف؛ وإنما بسبب إتمام نعمة الله على المسلمين بإكمال عدة شهر رمضان والفرح بالفطر منه كما صح في الحديث: " للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه ". (٢)

وعن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-قال: نَهى عن صيامِ هذينِ اليومينِ، يومِ الفطرِ ويومِ الأضحى، أمَّا يومُ الفطرِ، فيومُ فطرِكم من صيامِكم، ويومُ الأضحى، تأْكلونَ فيهِ من لحمِ نسُككم. (٣)

وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ، وَلِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: " قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ وَلَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ يَوْمَيْنِ خَيْرًا مِنْهُمَا، يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ ". (٤)

٢ - قوله: (وقد بقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أيام الفترة كئيبًا محزونًا تعتريه الحيرة والدهشة، فقد روى البخاري في كتاب التعبير ما نصه:

وفتر الوحي فترة حزن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما بلغنا- حزنًا عدا منه مرارًا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوْفى بذِرْوَة جبل لكي يلقي


(١) رواه البخاري حديث (٨١٣).
(٢) متفق عليه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً. البخاري (١٨٠٥)، ومسلم (١١٥١).
(٣) رواه البخاري (١٩٩٠)، ومسلم (١١٣٧)، وأحمد (١٦٣)، وأبو داود (٢٤١٦)، وابن ماجه (١٧٢٢).
(٤) رواه أحمد (١٢٠٠٦)، وأبو داود (١١٣٤)، والنسائي (١٥٥٦)، وصححه الحافظ ابن حجر في الفتح (٢/ ٤٤٢)، والألباني في الصحيحة حديث (٢٠٢١).

<<  <   >  >>