قالَ الأَثرُم: حَجَ وفاءُ بْنُ زُهير المازِني في الجاهليَّة، فرأَى في منامهِ كأَنَّهُ حاض، فَغمَّهُ ذلك وقصَّ رُؤياهُ على قُسّ بْنِ ساعِدَةَ الإِيادي فقال لهُ: أغَدَرْتَ على من أَعطيتهُ ذِماماً؟ قال: لا. قال: فهل أحدٌ من أَهلِك؛ قال: لا أَعلم. وقدِم على أَهلِه فوجد أَخاهُ وقد غدر بِجارٍ لهُ فقتلهُ، فانتضى سيفهُ فناشده اللهَ والرَّحمَ، وخرجت أُمهُ كاشفةً شعرها، وقد أَظهرت ثديَها تناشدهُ اللهَ في قتل أَخيهِ فقال لها: علام سَمَّيتِني وفاءً إِذا كُنت أريد أَن أَغدر. ثمَّ ضرب أَخاهُ بسيفهِ حتى قتلهُ وقال. (الطويل)