رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب» قال الهيثمي فيه الحارث بن زياد ولم أجد من وثقه ولم يرو عنه غير يونس بن سيف وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف, وروى الطبراني أيضا من طريق جبلة بن عطية عن مسلمة بن مخلد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه, قال الهيثمي وجبلة لم يسمع من مسلمة فهو مرسل ورجاله وثقوا وفيهم خلاف.
وإذا كان ابن حبان قد صحح حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه فمن الخطأ إلحاقه بالموضوعات.
وأما قول إسحاق بن راهويه إنه لم يصح في فضائل معاوية شيء فجوابه أن يقال قد حسن الترمذي حديث عبد الرحمن بن أبي عميرة في ذلك وصحح ابن حبان حديث العرباض بن سارية في ذلك. وفي هذين الحديثين ما يستأنس به في إثبات الفضيلة لمعاوية رضي الله عنه, وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن أبي مليكة قال أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس فأتى ابن عباس رضي الله عنهما فقال دعه فإِنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وفي رواية له عن ابن أبي مليكة قال قيل لابن عباس رضي الله عنهما هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإِنه ما أوتر إلا بواحدة قال إنه فقيه. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ظاهر شهادة ابن عباس رضي الله عنهما له بالفقه والصحبة دالة على الفضل الكثير انتهى.
ومن فضائل معاوية رضي الله عنه أنه كان من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي بيان ذلك في آخر الفصل الثاني مما بعد هذا الفصل إن شاء الله تعالى.
فصل
وقال المؤلف في صفحة (٤٤) و (٤٥) ما نصه
أما الأحاديث التي قيلت في حق الشام إرضاء لبني أمية فقد قالوا إنها أرض المحشر والأبدال ونزول عيسى, وروى أحمد والبغوي والطبراني وغيرهم عليكم بالشام فإِنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده وإن الله توكل بالشام وأهله, وفي حديث آخر الشام صفوة الله في بلاده يجتبي إليها صفوته من عباده فمن خرج من الشام إلى غيرها فبسخطه ومن دخلها من غيرها فبرحمته. وروى البيهقي في الدلائل