عليه وسلم وكان أبو هريرة لا يكتب, ولكن الواقع المطابق للحقيقة أن أبا هريرة رضي الله عنه كان أكثر الصحابة حديثاً بدون استثناء, ويحتمل أن يكون عند عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما حديث كثير جداً ولكنه لم ينتشر كما انتشر الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال النووي في «تهذيب الأسماء واللغات» وإنما قلّت الرواية عنه مع كثرة ما حمل لأنه سكن مصر وكان الواردون إليها قليلا بخلاف أبي هريرة فإِنه استوطن المدينة وهي مقصد المسلمين من كل جهة انتهى.
وقد حاول المؤلف وأبو رية النيل من أبي هريرة رضي الله عنه والطعن فيه بكثرة ما روى من الحديث فكانا كمن ينطح الجبل العظيم ويظن أنه يضره وإنما يضر نفسه ولا يضر الجبل شيئاً. وما مثل المؤلف وأبي رية وكلامهما في أبي هريرة رضي الله عنه إلا كما قال الشاعر:
وما ضر نور الشمس أن كان ناظراً ... إليه عيون لم تزل دهرها عميا
وكما قال الأعشى:
كناطح صخرة يوماً ليوهيها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وكما قال الحسين بن حميد:
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه ... أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
وبعد فإِن أبا هريرة رضي الله عنه حافظ الأمة على الإِطلاق وهو البار الصادق فيما روى وإن رغم أنف أبي رية وأنف المؤلف وأنوف أعداء السنة من الرافضة وأتباعهم من العصريين.
وأما قوله روى البخاري منها سبعة ومسلم ٢٠.
فجوابه أن يقال هذا خطأ مردود فقد ذكر النووي في «تهذيب الأسماء واللغات» والخزرجي في «الخلاصة» أن البخاري ومسلماً اتفقا على سبعة عشر من أحاديث عبد الله بن عمرو وانفرد البخاري بثمانية ومسلم بعشرين, فعلى هذا يكون البخاري قد أخرج لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما خمسة وعشرين حديثاً وأخرج له مسلم سبعة وثلاثين حديثاً.
وأما قوله والحقيقة التاريخية تقول إن ابن عمرو هو أحد الرواة عن كعب الأحبار.