وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما».
وفي صحيح ابن حبان عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أكفر رجل رجلاً إلا باء أحدهما بها إن كان كافراً وإلا كفر بتكفيره».
وفي الصحيحين وغيرهما عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «من رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله».
فصل
وقال المؤلف في صفحة (٥٢) و (٥٣) ما ملخصه
من هم كعب ومنبه وعبد الله بن سلام, لهؤلاء الثلاثة ولحوادثهم باب خاص في صفحة ١٤٧ - ١٤٩ - ٥٠ إلى ١٥٧ في كتاب أضواء على السنة المحمدية للأستاذ محمود أبو رية بين فيه نقلاً عن المراجع والأسانيد التاريخية الصحيحة ما لهولاء الثلاثة من مكر وخداع ودس في الحديث, ومن تلك البيانات المبينة بكتاب أضواء على السنة يتضح أنهم كانوا مصدراً لأحاديث كثيرة.
والجواب عن هذا من وجهين أحدهما أن يقال قد ت قدم الكلام في تزكية عبد الله بن سلام رضي الله عنه وكعب الأحبار ووهب بن منبه والرد على من بهتهم وافترى عليهم فليراجع ذلك في الفصل الذي قبل هذا الفصل, وقد سمى المؤلف وهب بن منبه في هذا الفصل باسم أبيه وهذا من تحريفه وتخبيطه.
الوجه الثاني أن يقال إن المؤلف وأبا رية أولى وأحق بوصف المكر والخداع والدس في الحديث لأنهما قد جدا واجتهدا في رد الأحاديث الصحيحة والتشكيك فيها ومعارضتها بالشبه والأباطيل, ومن نظر في كتابيهما علم أنهما من ألد الأعداء للسنة وأهلها.
وقد تحامل أبو رية على كعب الأحبار تحاملاً قبيحاً فزعم في عدة مواضع أنه يهودي, وزعم في مواضع أخر أنه كاهن, وقال أيضاً في وهب بن منبه أنه كاهن, وطغت عليه الوقاحة فتجرأ على لعن كعب في صفحة (١٥٥) وقد قال الله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).