عن بعض عن النبي صلى الله عليه وسلم وسؤال بعضهم بعضاً عن الحديث وما أشكل عليهم فليس بهم حاجة إلى الرواية عن كعب الأحبار ولا عن غيره من التابعين وليس بهم حاجة إلى سؤالهم عن الحديث.
الوجه السادس أن يقال ما جاء أن ابن عباس رضي الله عنهما سأل كعب الأحبار عن سدرة المنتهى فهو أثر غير ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما لأن ابن جرير الطبري رواه من طريق الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن يساف قال «سأل ابن عباس رضي الله عنهما كعباً وأنا حاضر» كذا جاء في هذه الرواية. والأعمش مشهور بالتدليس وهلال بن يساف لم يدرك كعب الأحبار.
وأما ما رواه ابن جرير من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية الرياحي عن أبي هريرة أو غيره قال «لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى السدرة» الحديث.
فالكلام عليه من وجوه أحدها أنه لم يثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه لأن أبا جعفر الرازي شك فيه هل هو عن أبي هريرة رضي الله عنه أو عن غيره.
الوجه الثاني لو فرضنا أنا أبا جعفر الرازي قال عن أبي هريرة وحده ولم يشك فيه فهو مردود بالكلام في إسناده لأن أبا جعفر الرازي والربيع بن أنس قد تكلم فيهما بعض أهل العلم. فأما أبو جعفر فقال أحمد في رواية ابنه عبد الله ليس بقوي في الحديث وكذا قال النسائي والعجلي, وقال ابن معين يكتب حديثه ولكنه يخطئ, وقال عمرو بن علي فيه ضعف وهو من أهل الصدق سيء الحفظ, وقال أبو زرعة شيخ يهم كثيراً, وقال الساجي صدوق ليس بمتقن, وقال ابن خراش صدوق سيء الحفظ, وقال ابن حبان كان ينفرد عن المشاهير بالمناكير لا يعجبني الاحتجاج بحديثه إلا فيما وافق الثقات, وأما الربيع فقال ابن معين كان يتشيع فيفرط, وذكره ابن حبان في الثقات وقال الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً.
الوجه الثالث أن يقال لو ثبت ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه فهو موقوف عليه وليس في الرواية ما يدل على أنه رواه عن كعب الأحبار, وأما قول المؤلف تبعاً لأبي رية إن ذلك مما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن كعب الأحبار فلا شك أنه من اتباع الظن والتحامل على أبي هريرة رضي الله عنه وقد قال النبي صلى