الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة» فسمعت كلاما من النبي صلى الله عليه وسلم لم أفهمه فقلت لأبي ما يقول قال «كلهم من قريش» وزاد في رواية فلما رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا ثم يكون ماذا قال «ثم يكون الهرج».
وأما قوله وملاحظ أن أكثر أحاديث المهدي جاءت عن جابر بن سمرة.
فجوابه أن يقال ليس في أحاديث المهدي شيء عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما, وما زعمه المؤلف ههنا فهو من تخرصاته وظنونه الكاذبة, والصحيح من أحاديث المهدي مروي عن علي وابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم, وقد ذكرتها في أول الجزء الثاني من «إتحاف الجماعة» فلتراجع هناك.
وأما ما نقله عن كعب الأحبار أنه قال يكون اثنا عشر مهديا إلى آخره.
فجوابه أن يقال هذا غير ثابت عن كعب قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري أنه واه جداً.
وأما قوله وعن كعب الأحبار في كل واد من ثعلبة.
فجوابه أن يقال يظهر من إيراد المؤلف لقوله في كل واد من ثعلبة أنه كان يرى أن هذه الجملة من كلام كعب الأحبار, ولا يستبعد ذلك منه لشدة غباوته وجهله, وهذه الجملة قد أوردها أبو رية مثلا في معرض الرواية عن كعب الأحبار فقال وعن كعب الأحبار «ولا بد من كعب الأحبار وفي كل واد أثر من ثعلبة» يكون اثنا عشر مهديا ثم ينزل روح الله فيقتل الدجال. ومراد أبي رية بقوله وفي كل واد أثر من ثعلبة أن كعب الأحبار هو المتهم بوضع ما نقل عنه في خروج المهديين الاثني عشر ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام بعد ذلك وقتله الدجال, ولا يخفى ما في كلام أبي رية من التحامل على كعب الأحبار ورميه بما هو بريء منه.
وقد تقدم قول أبي الدرداء رضي الله عنه أن عند ابن الحميري لعلماً كثيراً, وقول معاوية رضي الله عنه ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء إن كان عنده لعلم كالثمار - وفي رواية كالبحار - وإن كنا فيه لمفرطين, وتقدم أيضاً قول النووي أنهم اتفقوا على كثرة علمه وتوثيقه, وتقدم أيضاً قول الحافظ ابن حجر أنه ثقة, وفي هذا