أبي رية وزاد الطين بلة فزعم أنه في كتاب «البداية والنهاية» وهذا من الكذب الذي لا يخفى على من راجع «البداية والنهاية».
وأما قوله وروى البخاري عن الزهدي إلى آخره.
فجوابه أن يقال كذا قال المؤلف «الزهدي» وصوابه «الزهري» وقد تقدم أن المراد بالكذب في قول معاوية وحذيفة رضي الله عنهما الخطأ في النقل عن أهل الكتاب وليس المراد به افتراء الكذب.
وأما قوله وأخرج ابن خيثمة.
فجوابه أن يقال الصواب ابن أبي خيثمة.
وأما ما نقله عن ابن عباس رضي الله عنهما وزعم تبعاً لأبي رية أنه في كتاب الكافي الشافي لابن حجر العسقلاني.
فجوابه أن يقال هذا خطأ وغباوة من أبي رية ومقلده فإِن ابن حجر لم يذكر هذا الأثر وإنما ذكره الزمخشري في الكشاف غير معزو إلى شيء من كتب الحديث, وقال ابن حجر في «الكافي الشاف, في تخريج أحاديث الكشاف» لم أجده وروى الطبراني من رواية أبي وائل قال جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال من أين جئت قال من الشام فذكره مثله إلا أنه لم يقل ما ترك يهوديته انتهى.
قلت يحتمل أن الزمخشري أورد الأثر من حفظه فأبدل ابن مسعود ابن عباس والله اعلم.
وأما ما نقله المؤلف تبعاً لأبي رية من مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي فقد أجاب عنه العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في كتابه «الأنوار الكاشفة» فقال لم يسند السبط هذه الحكاية وهو معروف بالمجازفة انتهى.
فصل
وقال المؤلف في صفحة (٥٦) ما نصه:
إسرائيليات كعب الأحبار. ثم ذكر في هذه الصفحة وأثناء صفحة (٥٧) روايات عن كعب الأحبار وليس لها أسانيد صحيحة عن كعب فلا تصح نسبتها إليه لأنه يحتمل أن يكون بعض الكذابين وضعها ونسبها إلى كعب.