مالك رضي الله عنه ليوجهه إلى البحرين على السعاية قال فدخل عليه عمر رضي الله عنه فقال إني أردت أن أبعث هذا إلى البحرين على السعاية وهو فتى شاب فقال ابعثه فإِنه لبيب كاتب قال فبعثه انتهى. وقال ابن كثير في «البداية والنهاية» وقد استعمله أبو بكر ثم عمر على عمالة البحرين وشكراه في ذلك انتهى.
وفي هذا أبلغ رد على من طعن في عدالة أنس بن مالك رضي الله عنه لأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بعثاه على السعاية وائتمناه عليها وشكراه في ذلك وكفى بذلك تعديلا له ورداً على من طعن في عدالته.
الوجه الثالث قال العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في كتابه «الأنوار الكاشفة» في الرد على أبي رية فيما ذكره عن أبي يوسف أنه روى عن أبي حنيفة ما تقدم ذكره.
«أقول لم يذكر مصدره وهذه عادته (الحميدة) في تدليس بلاياه».
هكذا قال المعلمي «عادته الحميدة» وهذا من باب التهكم بأبي رية, والأولى أن يقال «عادته الخبيثة» لأن هذه الصفة مطابقة لأبي رية وعاداته غاية المطابقة, قال المعلمي «ثم وجدت مصدره وهو شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١/ ٣٦٠ عن أبي جعفر الإِسكافي, ولا ريب أن هذا لا يصح عن أبي يوسف ولا أبي حنيفة, ,المعروف عنهما وعن أصحابهما في كتب العقائد والأصول وغيرها ما عليه سائر أهل السنة أن الصحابة كلهم عدول, وإنما يقول بعضهم إن فيهم من ليس بفقيه أو مجتهد, قال ابن الهمام في التحرير «يقسم الراوي الصحابي إلى مجتهد كالأربعة والعبادلة فيقدم على القياس مطلقا, وعدل ضابط كأبي هريرة وأنس وسلمان وبلال فيقدم, إلا إن خالف كل الأقيسة على قول عيسى والقاضي أبو زيد» ثم قال بعد ذلك «وأبو هريرة مجتهد» كما تقدم, وغير عيسى وأبي زيد ومن تبعه يرون تقديم الخبر مطلقا».
وقال المعلمي أيضاً «وابن أبي الحديد من دعاة الاعتزال والرفض والكيد للإِسلام, وحاله مع ابن العلقمي الخبيث معروفة, والإِسكافي من دعاة المعتزلة والرفض أيضاً في القرن الثالث, ومثل هذه الحكايات الطائشة توجد بكثرة عند الرافضة والناصبة وغيرهم بما فيه انتقاص لأبي بكر وعمر وعلي وعائشة غيرهم وإنما يتشبث بها من لا يعقل, وقد ذكر ابن أبي الحديد ١/ ٣٦٠ أشياء عن الإِسكافي من